د/يحيى بن ابراهيم اليحيى 


د. يحيي بن إبراهيم اليحيي / الأذكار والأدعية الواردة في المناسك

image

د. يحيي بن إبراهيم اليحيي / الأذكار والأدعية الواردة في المناسك

بسم الله الرحمن الرحيم

أولا: الذكر والتلبية عند الإحرام:

إذا أراد الإحرام استقبل القبلة قائمًا ثم يحمد الله ويسبحه ويكبره. قال ابن حجر: (وهذا الحكم وهو استحباب التسبيح وما ذكر معه قبل الإهلال قَلّ من تعرض لذكره مع ثبوته). الفتح (3/214).

ثم يُهِلّ بنُسكه قائلًا: لبيك عُمرةً إن كان متمتعًا, أو لبيك عمرة وحجّا إن كان قارنًا, وإن كان مُفردًا قال: لبيك حجّا.

ثم يقول: (اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة). رواه الضياء المقدسي بسند صحيح. انظر: مناسك الألباني ص16.

ثم يلبي قائلًا: (لبيك اللهم لبيك, لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك). ومن ألفاظ التلبية أيضا: "لبيك إله الحق لبيك". انظر حجة النبي ص55, وفتح الباري 2/014

وثبت عند أحمد وأبي داود والبيهقي عن بعض الصحابة أنهم كانوا يزيدون فيها: (لبيك ذا المعارج لبيك ذا الفواضل). وكان ابن عمر يزيد فيها: (لبيك لبيك، لبيك وسعديك والخير بيديك والرغباء إليك والعمل)، رواه البخاري ومسلم.

ويسن رفع الصوت بها كما في البخاري عن أنس: (يصرُخون بها جميعا)، ولقوله صلى الله عليه وسلم : (جاءني جبريل فأمرني أن آمر أصحابي يرفعون أصواتهم بالإهلال). فتح الباري 3/804.

وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفعون أصواتهم بالتلبية حتى تبَحّ أصواتهم. فتح الباري 3/804.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من ملب يلبي إلا لبى ما عن يمينه وعن شماله من شجر وحجر حتى تنقطع الأرض من هنا وهنا"، يعني عن يمينه وشماله). رواه ابن خزيمة والبيهقي بسند صحيح.

وتتأكد التلبية  كلما علا شرَفًا أو هبط واديًا, لقوله صلى الله عليه وسلم : (أما موسى كأني أنظر إليه إذا انحدر في الوادي يلبي)، رواه البخاري.

ثانيًا: الذكر عند دخول المسجد الحرام:

إذا دخل المسجد الحرام يقول كما يقول عند دخول المساجد: (بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك).

وإن دعا بدعاء عمر رضي الله عنه: (اللهم أنت السلام ومنك السلام فحَيِّنا ربَّنا بالسلام) فلا بأس لثبوته عنه, فقد رواه البيهقي وابن أبي شيبة بسند حسن.

ثالثًا: الذكر في الطواف:

يكبر الطائف إذا استلم الحجر الأسود أو قبله أو حاذاه قائلا: (الله أكبر) كما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، رواه البخاري وغيره. وإن شاء قال: (بسم الله والله أكبر) لثبوت التسمية عن ابن عمر موقوفًا عليه.

ويقول بين الحجر الأسود والركن اليماني: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)، وهو من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم، رواه أحمد وأبو داود وغيرهما.

وإذا توجه إلى مقام إبراهيم يقرأ قوله تعالى: (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جابر الطويل.

رابعا الذكر في السعي:

إذا دنا من الصفا يقرأ قوله تعالى: (إن الصفا والمروة من شعائر الله) ثم يقول: (أبدأ - أو نبدأ - بما بدأ الله به)، ثبت ذلك في حديث جابر.

إذا صعد على الصفا واستقبل القبلة قال: (الله أكبر الله أكبر الله أكبر, لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده لا شريك له أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده)، ثم يدعو، ثم يعيد الذكر، ثم يدعو بعده، وهكذا ثلاث مرات، ويقول عند المروة ما قاله عند الصفا.

وإن دعا بقوله: (رب اغفر وارحم إنك أنت الأعز الأكرم) فلا بأس لثبوته عن ابن مسعود وابن عمر موقوفا عليهما.

خامسًا: الذكر في عرفة:

التلبية والتكبير كما كان يفعله الصحابة, فلا ينكر الملبي منهم على المكبر ولا المكبر على الملبي. جاء ذلك في الصحيحين, وجاء عنه صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عباس أنه قال حين وقف بعرفات: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إنما الخير خير الآخرة)، رواه الطبراني والحاكم وصححه.

ومن الذكر في عرفة أيضا: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدي)؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : (أفضل ما قلت أنا والنبيون عشية عرفة.." وذكر الحديث. رواه البيهقي, وهو حديث حسن. ويكثر من الدعاء والذكر في هذا الموطن حتى تغرب الشمس.

سادسًا: الذكر في مزدلفة:

إذا صلى الفجر في مزدلفة أتى المشعر الحرام أو في أي مكان من مزدلفة فيستقبل القبلة" ويحمد الله ويكبره ويهلله ويوحده ويدعو، ثبت ذلك عنه صلى الله عليه وسلم من حديث جابر.

سابعًا: الذكر عند الرمي:

يرفع يده مع كل حصاة ويقول: (الله أكبر) كما في حديث جابر دون زيادة التسمية أو الاستعاذة من الشيطان الرجيم.

ثامنًا: الذكر عن النحر:

 يقول إذا أراد ذبح هديه: (بسم الله والله أكبر، اللهم إن هذا منك ولك، اللهم تقبل مني) كما ثبت من حديث جابر.

تاسعًا: الذكر في أيام التشريق:

يستحب الإكثار من ذكر الله تعالى والتكبير والتحميد والتهليل, لقوله تعالى: (واذكروا الله في أيام معدودات)، والأيام المعدودات هي أيام التشريق, كما قال ابن عباس. وقال صلى الله عليه وسلم : (أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله تعالى).