د/يحيى بن ابراهيم اليحيى 


د. يحيي بن إبراهيم اليحيي / تدبر حال الماء و حال النور

image

د. يحيي بن إبراهيم اليحيي / تدبر حال الماء و حال النور

بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الأخ الفاضل والأستاذ الكريم..

لعلك تسمح لي أن نتدبر معا حال الماء وحال النور، ونقارن ذلك بحياتنا العملية. إن الماء يشق طريقه بهدوء وبلا شكوى من أي عقبة تعترضه. فلو جئت إلى مجرى الماء ووضعت عليه شاحنة من التراب لن يشتكي أو يسب من أعاقه أو يكترث بذلك أو يتوقف عن مسيره ولا لحظة؛ فأمامه من المسام ما يحقق من خلالها رسالته....

وكذلك النور يدخل كل بيت بلا استئذان ولكنه غير مزعج. فإن أغلقت دونه الأبواب دخل من النافذة ولو أغلقتها سيجد سبيلا للدخول ولو من أسفل الأبواب. سيؤدي النور رسالته بلا توقف كما يؤدي الماء رسالته بلا انتظار. "أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس" فلا  يأس.. ولا صخب. .. ولا توقف... قال ابن القيم: (لا وقوف البتة لا في الشريعة ولا في الطبيعة.

قال ابن الجوزي: «ومن الصفوة أقوام مذ تيقظوا ما ناموا، ومذ سلكوا ما وقفوا، فهمُّهم صعود وترقٍّ، كلما عبروا مقامًا رأوا نقص ما كانوا فيه فاستغفروا».[صيد الخاطر ص355]

قال محمد بن حسنويه : «حضرت أبا عبد الله أحمد بن حنبل وجاءه رجل من أهل خراسان، فقال: يا أبا عبد الله قصدتك من خراسان أسألك عن مسألة، قال له: سل، قال: متى يجد العبد طعم الراحة؟ قال: عند أول قدم يضعها في الجنة». [طبقات الحنابلة 1/293].

قال الذهبي: «المؤمن إذا امتُحن صبر واتَّعظ، واستغفر, ولم يتشاغل بذم من انتقم منه، فالله حكم مُقسط». [سير أعلام النبلاء 7/170].